المشورة في مقابل الطب النفسي، والفرق بينهما

أكثر من كاتب ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٢

يقول د. كيمبرلي براندز تحت العنوان التالي: "علم النفس، والطب النفسي – هل تعرف الفرق بينهما؟":

 

عندما يصاب شخص بالإنفلوانزا، تكون الإجابة بسيطة: "اذهب إلى الطبيب، والزم المنزل وشاهد التليفزيون. ولكن ماذا لو كان المرض لا يمكن قياسه بأرقام ميزان الحرارة؟

 

نأخذ "جيل" كمثال، تعاني جيل من الصداع المتكرر وفقدانها للشهية، كما تعاني عند  النهوض من فراشها في الصباح. تتجنب قضاء الوقت مع الأصدقاء، وتفضل علي ذلك النوم طوال النهار. ولأن صديقتها تشك في أنها تعاني من حالة اكتئاب، فقد اقترحت عليها أن "تطلب المساعدة من شخصِ ما". ولكن من هو ذلك "الشخص" الذي يستطيع أن يساعدها – أخصائي نفسي (معالج نفسي/ مشير)، أم طبيب نفسي؟

مثل العديد من الناس، لا تستطيع "جيل" أن تفهم الفرق الدقيق بين كلاهما.

 

العلاج لدى المعالج النفسي والعلاج لدى الطبيب النفسي

إن أكبر ما يميز بين مهنتي الصحة العقلية هاتان هو طبيعة العلاج. فالأطباء النفسيين هم أطباء بشريين مُدربين دوائيًا، باستطاعتهم وصف الدواء، ويقضون معظم وقتهم مع المرضى الخاضعين لفترة علاج دوائي.

أما المعالج النفسي فيركز بشكلٍ شامل على العلاج النفسي ومعالجة المعاناة الفكرية والعاطفية للمرضى بالتدخل السلوكي. كما أنه أيضًا مؤهل لإجراء الاختبارات النفسية التي لها أهمية كبيرة في تقييم الحالة الذهنية للمريض وفي تحديد أفضل العلاجات الفعالة له.[2]

 

وهنا نأتي إلى المقتطف التالي، وفيه يقول د. ويزرباي[3]:

توجد اختلافات عديدة بين الأخصائي/المعالج النفسي والطبيب النفسي، أهم إثنين منها يتعلقان بالتدريب (التعليم/الدراسة) وأسلوب العلاج:       

 

1- التدريب

عادةً ما يكون الأخصائي/المعالج النفسي حاصل على درجة الدكتوراه. وللحصول على درجة الدكتوراه يجب الحصول أولاً على درجة البكالوريوس عن طريق الالتحاق بجامعة لمدة أربعة أعوام. وفي أغلب الأحيان إما أن يكون الأخصائي/المعالج النفسي قد تخصص في مجال علم النفس أو درس دراسات متعلقة بهذا المجال. وهكذا، فإن الأخصائي/المعالج النفسي يكون حاصل على درجة البكالوريوس في مجال معين عادةً ما يكون مرتبطاً بعلم النفس.

وبعد ذلك يجب أن يتقدم الأخصائي/المعالج النفسي للالتحاق ببرنامج للدراسات العليا ويتم قبوله بها. ويجب أن يحدد إذا ما كان سيسعى للحصول على درجة ماجستير مستقلة عن الدكتوراه، أم سيحصل على درجة الماجستير في طريقه للحصول على درجة الدكتوراه في نفس البرنامج. ففي برنامج الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي، على سبيل المثال، يدخل الأخصائي/المعالج النفسي في الحال في البرنامج بعد حصوله على درجة البكالوريوس. ويحصل على درجة الماجستير في طريق الحصول على درجة الدكتوراه بنفس البرنامج.

أما في علم النفس المشوري، فيجب على الأخصائي/المعالج النفسي أولاً أن يحصل على درجة الماجستير في المشورة أو في مجال متعلق بها. وهنا يدرس الأخصائي/المعالج النفسي لمدة عامين أو ثلاثة ليحصل على درجة الماجستير، والتي تعد أطول من زمن العديد من دراسات الماجستير في مجالات أخرى. وفي نهاية برنامج الماجستير يجب على الأخصائي/المعالج النفسي تحرير رسالة الماجستير أو البحث المتعلق به.

 

ثم يتقدم الأخصائي/المعالج النفسي بعد ذلك للالتحاق ببرنامج الدكتوراه، والذي قد يستغرق خمسة أعوام أو أكثر. توجد برامج للدكتوراه معينة مُصدق عليها من قِبل "الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)". وقبول الالتحاق بمثل هذه البرامج يعد أمرًا شديد التنافسية، والتخرج من أحد هذه البرامج أمرًا ذو اعتبار وهيبة شديدة. وبعد الانتهاء من العمل الدراسي، يقضي المعالج النفسي فترة الامتياز والتي تكون مدتها عامًا واحدًا. ولأن المواقع المُصدق عليها من قِبل "الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)" محدودة فإن اختيار شخص للعمل بإحداها يعد أمرًا هامًا وغاية في الصعوبة. وفي نهاية برنامج الدكتوراه، يجب أن يتقدم المعالج النفسي برسالة. هذه الرسالة تمثل دراسة قام بها وكتب عنها، وعادة ما تكون هذه الدراسة على هيئة كتاب، وتـُمثل خلاصة الدراسة التي قام بها الأخصائي/المعالج النفسي. ولكن قبل حصوله على درجة الدكتوراه، يجب أن يَمثل المعالج النفسي أمام لجنة لمناقشة بحثه.

 

وقبل أن نستأنف مع ويزرباي نعود إلى د. كيمبرلي براندز[4] مرة أخرى، والذي يقول:

وبعد الانتهاء من الدراسات العليا يكون على طلبة العلاج النفسي قضاء فترة تكليف ومدتها عام أو عامين. خلال هذه الفترة يتعرض الدارس للآتي: طرق العلاج - الاختبارات التحليلية - أساليب حل المشكلات - نظريات العلاج النفسي - العلاج السلوكي.

ولكي يحصل الدارس على رخصة لمزاولة المهنة بعد انتهاء فترة تكليفه، تطلب معظم الولايات الأمريكية فترة عام أو عامين من الخبرة العملية التي تخضع لإشراف متخصصين مُرخصين في مجال الصحة العقلية.

 

ثم نستأنف مع ويزرباي[5]، فيقول:

أما الطبيب النفسي فيجب أن يحصل على درجة البكالوريوس من جامعةٍ بعد قضاء فترة دراسة مدتها أربعة أعوام. وفي معظم الأحوال يكون الطبيب النفسي حاصل (مسبقًا) على درجة البكالوريوس في علم الأحياء أو في مجال آخر متصل به أثناءه يكون مدركًا لأنه سيلتحق بكلية للطب لاحقًا، ولكنه لم يختار مجال تخصصه بعد. وكونه حاصل على شهادة في مجال علم الأحياء فهذا يساعده كثيرًا في الوفاء بمتطلبات الدراسة بكلية الطب. ومن ثم فهو يلتحق بكلية للطب. والدراسة بكلية الطب تركز خلال العامين الأول والثاني على العمل بداخل الفصول، أما العامين الأخيرين فيركزان على خبرة معالجة المرضى. وبعد انتهاء أربعة أعوام البكالوريوس تكتمل كلية الطب ويحصل الطبيب النفسي على لقب "طبيب بشري". وعليه بعد ذلك قضاء فترة التخصص في دراسة فرع الطب النفسي والذي ويستغرق مدة عامين.

 

إذن انتهينا من الاختلاف الأول وهو التدريب (التعليم/الدراسة)، والآن نأتي إلى الاختلاف الثاني، وهو:

2- العلاج

إذا ذهب مريض لطبيب نفسي فإن غرضه في ذلك عادة ما يكون الحصول على دواء يساعده في علاج مشكلته. وقد يتضمن العلاج وصف الطبيب للدواء لعلاج اضطرابات مثل الإكتئاب، أو القلق، هوس الاكتئاب Bipolar، أو اضطراب الفصام (الشيزوفرانيا) على سبيل المثال. وعادة ما يعمل الطبيب أيضًا في مستشفيات للطب النفسي للمساعدة في مداواة المرضى النفسيين والعمل على استقرار حالاتهم. والمريض الذي يذهب إلى عيادة طبيب نفسي عادةً ما يذهب إليه مرة كل ثلاثة أشهر لمتابعة العلاج ومعرفة إن كان هناك احتياج لتغيير الدواء أو تغيير جرعته.

 

أما عندما يذهب مريض إلى أخصائي/معالج نفسي، فعادةً ما يفعل ذلك للحصول على مشورة، أو علاج نفسي. ولكل أخصائي/معالج نفسي توجهه النظري، أو أسلوبه الخاص، في العلاج. وعادةً ما يرى المعالج النفسي المريض (المستشير) مرة أسبوعيًا للمشورة. وفي معظم الولايات الأمريكية لا يقوم الأخصائي/المعالج النفسي عادةً بوصف الدواء. ففي معظم الحالات، يكون المعالج النفسي غير حاصل على ترخيص لوصف الدواء. وقد يقدم المعالج النفسي بعض المعلومات للطبيب النفسي الذي يذهب إليه العميل (المستشير) أو لطبيبه البشري لمساعدتهم على تقرير الدواء المناسب له عند الاحتياج لذلك.

وعادةً ما يجري المعالج النفسي مقابلة مع المريض/العميل لتقييم حالته الذهنية، لأن ذلك يساعده على التشخيص السليم للمريض/للعميل. ويستخدم الأخصائي/المعالج النفسي في ذلك مقاييس أو اختبارات موضوعية بالإضافة إلى المقابلة مع المريض/العميل لمساعدته في تشخيص حالته.

 

أما المعالج النفسي المتخصص في اضطرابات الأعصاب neuropsychologist، فبالإضافة إلى اختبار الحالة النفسية للشخص، فإنه يستخدم اختبارات أخرى لتقييم إدراكه، مثل اختبارات الذاكرة، الذكاء، اللغة، والأداء التنفيذي.

 

أما د. جون بريدنج[6] "دكتوراه في علم النفس الإكلينيكي (العيادي)" يناقش الفرق بين الطب النفسي والعلاج النفسي بقوة كالآتي:

يركز الطب النفسي على التدخل الطبي أو الجسدي مثل استخدام العقاقير، أو العلاج بالصدمات الكهربية، أو إثارة العقل بالكهرباء، أو الجراحات الدماغية، .. الخ. يعد هذا نموذج للطب النفسي البيولوجي، حيث تـُعتبَر المشاكل السلوكية أمراض طبية فعلية ذات أسباب عضوية بغض النظر عن واقع عدم نجاح محاولات التعرف على الأسباب العضوية للأمراض العقلية بعد مرور مائة عام من تلك المحاولات.

عادة ما يوصف للناس عقاقير مضادة للإكتئاب مثل Prozac, Zoloft, Paxil, Luvox, Celexa, Lexapro, Effexor, Wellbutrin، وعادة ما تعد مثبطات الـ SSRI[7]  كأداة لتصحيح الخلل الكيميائي بالمخ، ولكن ليس هناك دليل على أن الإكتئاب أو المرض العقلي سببه الخلل الكيميائي بالمخ، كما أنه ليس هناك أي دليل على أن مضادت الإكتئاب تصحح ذلك الخلل. وهذه الأدوية عادة ما يكون لها آثار جانبية مُريعة مثل الهياج وخلل الجهاز التناسلي. 

على نقيض ذلك، نجد أن العلاج النفسي ينظر إلى المشاكل السلوكية على أنها رد فعل واع يمكن تصحيحه بالعلاج النفسي، والتواصل، والدراسة والفهم.

ولا يوجد شفاء في الطب النفسي، فأدوية الطب النفسي تعمل فقط على قمع أو تثبيط أعراض المشاكل السلوكية. وهذا بدوره يخلق مستهلكي علاج طويلي الأمد، يتناولون العقاقير غالية الثمن وبالرغم من ذلك لا يحصلون على شفاء تام من مشاكلهم.

 

في مقارنة أخرى بين علم النفس والطب النفسي، يقول د. ج. أبيكو[8]:

أحد أهم الأسئلة التي ستُطرح عليك من طلبة علم النفس هو "ما هو الفرق بين المعالج النفسي والطبيب النفسي؟"

الآن ستعرف كيف تجيب على مثل هذا السؤال.

المعالج النفسي:

-       حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس (الإكلينيكي – المشورى – الاجتماعي)

-       حاصل على ليسانس/بكالوريوس، ماجستير في علم النفس قبل أن يحصل على تدريبه (تعليمه/دراسته) في درجة الدكتوراه.

-       يكون محور عمله كدكتور خاص بعلم النفس.

-       أن يكون المعالج النفسي الحاصل على رخصة مزاولة المهنة (أي المصرح له بالعمل مع المرضى)  قد حصل على 3000 خبرة اكلينيكة (مع مرضى حقيقيين) على الأقل تحت إشراف ويكون قد اجتاز فحوصات الترخيص الصارمة.

-       يستطيع العمل كمعالج إكلينيكي (طبي)، أو مستشار، أو أستاذ جامعي، أو باحث، أو مشير .. الخ.

-       يتولى المعالج الإكلينيكي العلاج بالإضافة إلى إجراء الاختبارات النفسية.

-       بالنظر إلى الماضي، نجد أن المعالج النفسي لم يكن "مسموحًا" له بوصف الدواء، ولكن الآن تـُبذل جهود ضخمة لتغيير هذا الأمر.

-       امتياز وصف الدواء تم منحه للمعالج النفسي بالفعل في ولايتيّ نيومكسيكو ولويزيانا، ولا تزال هاتين الولايتين تعملان على أن يوضع هذا الامتياز قيد التنفيذ.

الطبيب النفسي

-       طبيب بشري قضى فترة تخصصه في الطب النفسي.

-       ليس بالضرورة أن يكون قد حصل على أي تدريب آخر في علم النفس أو الطب النفسي باستثناء فترة تخصصه الأساسية.

-       يكون محور عمله الطبي هو الطب العام.

-       عادةً ما يُتم الطبيب النفسي برامج تخصصه في فترة ما بين عام إلى عامين بعد حصوله على لقب طبيب، والتي يقوم فيها "بتتبع" أطباء نفسيين آخرين بالمستشفيات وبهذا يتعلم المهنة. بمعنى آخر، فإن تدريب الطبيب النفسي يختلف جذريًا عن تدريب المعالج النفسي.

-       عادة ما يعمل كطبيب إكلينيكي بالمستشفيات ولكن بعضهم باحثين وأساتذة.

-       عادةً ما يقوم بالمعالجة، ولكننا الآن نجد أن شركات التأمين الصحي لا ترغب إلا في سداد قيمة الزيارات القصيرة فقط للمرضى، مما يعني إن الطبيب النفسي يُستخدم أساسًا في وصف الدواء فقط.

-       يعارض تمامًا فكرة أن يحصل المعالج النفسي على امتياز وصف الدواء، ربما لأن ذلك قد يؤثر على مكاسب الأطباء النفسيين.

(للإستفسار: DrAbiko@hotmail.com)

 

بعض المواقع الأخرى[9] تحدثنا عن فرق أخر بين دور علم النفس والطب النفسي، كالآتي:

إن تحدثنا بجدية، فهناك فرق كبير بين المعالج/الأخصائي النفسي والطبيب النفسي لأن هناك فرق كبير بين علم النفس والطب النفسي.

تمتد جذور علم النفس إلى الفلسفة، حيث حاول الفلاسفة لآلاف الأعوام دراسة العقل البشري، ودوافعنا، ومشاعرنا، .. الخ. وفي عام 1879، قام فيلهم فونت Wilhelm Wundt بأول تجربة ذات طابع علمي، وكانت تدرس العلاقة بين وزن الشيء الموضوع بداخل يد إنسان والإحساس الناتج عن ذلك. وقد استطاع Wundt أن يبرهن رياضيًا على أنه إذا تضاعف وزن ذلك الشيء يتضاعف قدر الإحساس به. كما حدد أن ذلك يحدث مع الأشياء الصغيرة فقط، ولكن متى أصبح الشيء ثقيلاً لا يستطيع الشخص تحديد إذا ما كان وزنه ضعف وزن شيء آخر أم لا بمجرد الإحساس به في اليد.

وبهذا، ولد علم النفس بألمانيا عام 1879. ولم يعد فرعاً من فروع الفلسفة بل أصبح فرع تجريبي من فروع المعرفة. وكان من الضروري جدًا للمعالجين النفسيين أن يُعتَرف بهم كعلماء وليس كمجرد "فلاسفة".

إن علم النفس هو دراسة العقل، العقل البشري في الأغلب، بالرغم من أن بعض المعالجين النفسيين يتخصصون في دراسة عقل الحيوان أيضًا. وفي أمريكا، وخاصة في أوائل القرن العشرين، كان يُنظَر إلى علم النفس على أنه دراسة للسلوك الإنساني دون وضع أيّ استنتاجات حول العقل. وهذا، برأيي، قد قلل كثيرًا من فائدة علم النفس بأمريكا، على الأقل في بدايات ظهور علم النفس. ولكن ذلك قد تغير الآن، وأصبح العديد من المعالجين/الأخصائيين  النفسيين بأمريكا يدرسون العقل بدلاً من مجرد السلوك الخارجي.

إذا، علم النفس يدرس أشياء مثل الذكاء، الدوافع، العواطف، التعلم، وبعض المظاهر العقلية الأخرى. ويتم البحث النفسي عادةً في ظروف معملية، بدراسة مجموعتين (مجموعة اختبار ومجموعة تحكم)، ويتم تكليفهما بمهمة محددة تحت ظروف معينة. ويقوم الباحث بقياس رد الفعل، أو الأداء، أو أي شيء آخر يدرسه. ثم يُستخدَم التحليل النفسي لإيجاد العلاقات بين الحافز أو الحالة وبين رد الفعل أو النتيجة.

 

أما الطب النفسي فيختلف كليةً. فهو فرع من فروع الطب، يهدف إلى دراسة وعلاج الأمراض العقلية. وهو لا يهتم بالعقل بالأسلوب الذي يهتم به علم النفس، بل يهتم بإيجاد المشاكل العضوية المتضمنة؛ مثل الخلل الكيميائي في عقل الشخص الذي يعاني من الفصام (شيزوفرانيا)، وأمور مثل هذه. وما أن يتم اكتشاف السبب العضوي يتم البحث عن حل عضوي مناسب له، مثل عقار بروزاك Prozac الشهير.

ولكن هناك تداخل طبيعي بين علم النفس والطب النفسي: فعلم النفس كعلم يدرس العقل يتضمن دراسة الفكر المضطرب، وحتى العقل المريض (أي السيكوباثولوجي، وهو علم طبائع الأمراض العقلية). والطبيب النفسي والمعالج النفسي كلاهما يدرس السيكوباثولوجي أي علم طبائع الأمراض العقلية.

وذلك يعني إن الطبيب النفسي والمعالج النفسي قد يتعاملا مع الأفراد الذين يعانون من مشكلات، ولكن كلٍ منهما بأسلوب مختلف تمامًا عن الآخر. حيث يعمل المعالج النفسي على العقل (الذهن)، فيستخدم الوسائل النفسية: المشورة، العلاج النفسي، الاسترخاء، .. الخ

أما الطبيب النفسي فسوف يعالج الجسد (المخ بالتحديد): ففي الأغلب سوف يقوم بوصف دواء. وبالرغم من وجود بعض الأطباء النفسيين الذين يستخدمون أساليب أخرى إلا أنهم لا يزالوا في الواقع مجرد أطباء يعالجون الجسد.

وهذا يعني أنك إذا كنت تحاول الحصول على مساعدة لشخص ما: فإن كانت مشاكله عضوية (مثل الفصام "الشيزوفرانيا" والاضطرابات العقلية الأخرى)، فخذه إلى طبيب نفسي. أما إن كانت مشاكله عقلية أو سلوكية (مثل الطفل المفرط النشاط ، أو مشكلات الزواج، .. الخ.) فخذه إلى معالج نفسي.

 

وأخيراً تقول موسوعة ويكيبيديا[10]:

ما لم يختار الطبيب النفسي طواعيةً الحصول على المزيد من التدريب (في علم النفس) بعد كلية الطب –مثل معهد التحليل النفسي– فسيكون تدريبه في التقييم النفسي والعلاج النفسي أقل من تدريب المعالج النفسي الإكلينيكي الحاصل على رخصة. وبالرغم من أن الأطباء النفسيين يطلبون مثل هذا التدريب، إلا أن غالبيتهم يركزون كثيرًا على التعامل مع الدواء، وقد يكون ذلك لأن التأمين الصحي يميل أكثر إلى الدفع مقابل هذه الخدمة عن الدفع مقابل العلاج النفسي.



[1]  قد تتغير الروابط المأخوذ منها هذا المقال حسب المواقع الأصلية.

[7]  مثبطات إعادة امتصاص هرمون السيروتونين المسبب للسعادة بالمخ لمنع إنخفاضه.

ترجمة: ميادة منير